علمني الطفل ...د. احمد توفيق
علّمني الطفل
كلمات بقلمي/أحمد توفيق
قالوا: اكتب الشعر..
قلت: ليتني كنت شاعر..
أصعد بقلمي تلاله..
أو أنزل سهوله
أُبحر بمداده أنهاره..
أو أسبح في بحوره
***
في الق د س... وفي غ زّ ة...
علمني الطفل هناك..
معنى الرجولة
وليس بالجسد الكبير...
تُبْنَى فقط الفحولة
علمني كيف يصون العهد..
ويرفع رايات البطولة
علَمَني كيف يصطاد الأفاعي...
بحجارته الصغيرة...
ويقطع بها..
للغاصب ذيوله
علمني كيف لم يذق...
في مهده..
معنى الطفولة
ولم يذق طعم الحليب...
من صدر امه العليلة
ولم يسأله الكِبار...
عن حلمه... أو ميوله
علمني كيف يحيا...
صباه.. ألف عام...
بلا عجز..
أو كهوله
علمني كيف يكون لمثله...
في الأزمات...
حضوره
***
وكيف احترقت بالقصف...
لعبته الجميلة
وتناثرت أشلاء أمه... واخته...
تحت أنقاض قصف مغتصب...
أعمته عيونه
وكيف وقف على الأطلال...
في إباءٍ لا يبكي...
يرفض الشكوى الذليلة
علمني كيف كبر الطفل...
في يوم وليلة
وترك اللعبة تحترق...
تحت أنقاض غرفته الجميلة
خرج يحملَ سيفه الخشبي...
يصرخَ... يلوّح في الهواء...
رُغم بنيته النحيلة
يقسم أن يأخذ بثأره...
ويقسم أن يُشفي غليله
***
وها أنا اليوم شاعر...
ليس في بحور الشعر...
أو نسج أبيات.. عليلة
بل شاعر بغضب...
للصمت المدويّ...
بلا صوت... بلا حيلة
علمني الطفل... في غزّة...
كيف تكون الرجولة
علمني الطفل وعلمني...
شتى أنواع البطولة
تعليقات
إرسال تعليق