طفل الصندوق / الأديب د. احمد توفيق

 **طفل الصندوق**


**كلمات بقلمي/ أحمد توفيق** - بريشة الفنان د. مصطفى كورشيخ


سألته..


أيا فتى الصندوق..


ماذا تفعل في العراء؟!


وما لي أراك سقيما...


تلتحف برد الشتاء؟!


أين أهلك؟!..


أين ناسكَّ!..


ولِمَ هذا البكاء؟!!


قال يسخر من سؤالي:


أنا؟!..


أنا ذلك الطفل..


المهدّد بالفناء


أنا مَنْ حُرِمَ الحياة..


والأمان.. والضياء 


جئت أبحثَ عن لقيمة..


من بقايا الأثرياء


وربما تجتاح أنفي..


رائحة حلو الشواء


 كفكف الدمع لحالي..


فأنا لا أحيا بدمع..


أو قصيدة.. في الرثاء


أنا ابن ذلك الصندوق..


أتيتُ من رَحِم الفناء


هُنا خُبزي..


هنا لعبي..


هنا ملجأ الضعفاء


أنا ابن ذلك الصندوق..


بجوار قصر الأغنياء


صاحبيَّ.. 


ذلك الكلب النحيل..


وتلك القطة العمياء


نتقاسم لقيمات.. 


بقايا موائد السفهاء


موطني هنا..


بذلك الصندوق..


في هذا الفضاء


أتيتُ في غفلة تراخي..


عن عيون الرحماء


لست طفل سِفاح..


أو زهرة في صباح..


أنا طفل.. أثقلته الكهولة..


في ثوب الشقاء


عفواً.. فأنا خارج الخدمة..


غير مُتاح ...


واسمي نسيته..


فهو خارج الأسماء


سؤالك يا سيدي صعب..


فلا أنا من الأموات..


ولا أنا من الأحياء


أنا طفل أتى قصرا..


يحيا شريدا..


في ظلمة الأجواء


***


نظرتُ إليه أترنّح بخطواتي...


أتلعثم بكلماتي...


وهويتُ جانب الصندوق..


وما يحوي.. من الأشياء


فالطفل في عمر الكهولة..


وكلماته... ونظراته..


كما الرصاص.. 


في كبد التجاهل...


والأمعاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرحيل ...د. محمد ابو رحيله

قال ابي -- د. اسامة مصاروه

قارئة الفنجان / د. احمد علي