هلوسات على الخط
*** هلوسات على الخط...***
تبا ...تبا...الكل يناديني ...!!!
الكل يسألني عن أشيائه...!!!
أمي أين حذائي الرياضي؟؟؟
أمي أين نظاراتي السوداء؟؟؟
قولي، أين سجادة الصلاة؟؟؟
عجبا ...!!!
كل شيء في مكانه ...
وهم يتلذذون بسؤالي...!!!
لا أحد منهم يناديني ليعزمني،
على فنجان شاي،أو قهوة...!!!
لا أحد منهم يناديني لنتمشى ،
على كورنيش المدينة ساعة الغروب ...!!!
ااااه..هذه أختي تتصل ،
ترى عن ماذا تريد السؤال ،
هي الاخرى ...!!!؟؟؟ ألووو...
هي تريد أن تسأل عن ،
أخباري...!!!عن أحوالي...!!!
أتعلمين عزيزتي ..؟!
أشتهي لو أن طائر العنقاء ،
طار بي إلى جبال الهمالايا...
إلى أقرب نقطة إلى السماء...
إلى حيث السكون...
إلى حيث صفاء الثلج...
وصفاء الجو والرؤية ...
إلى حيث يمكنني أن أطل ،
على الأرض وأنا بعيدة عنها،
ويمكنني أن أسمع خرير الشلالات..
وأرى رقصات الطيور المغردات...
وأقبل وجه الطبيعة العذراء،
حيث لابدع ولا سخافات...
أشتهي لو أنني أتخلص من،
هذا العالم الذي أصبح معقدا،
وأصبحت ،مستحيلة، فيه الحياة...
الأن ...الكل خرج...!!!
ذهب الأولاد مع أصدقائهم؟
هم لازالو في ريعان شبابهم،
ويحق لهم إستثمار كل لحظة ،
من حياتهم في أشياء تسعدهم....
لكن، لم خرج السيد الوالد،
مسرعا،يتأبط سجادة الصلاة،
وآذان العصر لازال على بعد،
ساعة ونصف الساعة..؟؟؟!!!
ربما أراد أن يفترشها في ،
الحديقة المجاورة للمسجد...!!!
أو ربما ذهب فعلا إلى المسجد،
ليصلي ويتلو الآيات المقدسة...
ليغفر له الرب ذنوبا لا يعلمها إلا هو...
فانا لا أعرف شيئا عن ماضيه...
بل لا أعرف شيئا عن حاضره...،
سوى أنه :
يفطر...ويتغذى...ويتعشى...
وهو لا يعرف عني شيئا سوى،
أنني أجيد طبخ الأكلات الدسمة،
التي أفقدته رشاقته ...
وأنني ذلك الكائن الذي،
يمكنه أن يفجر فيه قسوته...!!!
ويمارس عليه طقوس رجولته...!!!
هو لا يعلم أنني أمتص تلك ،
القسوة والسطوة ...
وأنني في كل دقيقة ،
أكتسب مناعة ضدها،بل
أتجرعها كما لو أنها وصفة طبيب...!!!
أجل صرت أقسى منه،
بهدوء الخبرة وخبرة الهدوء...
تصطدم أعصابي ببوابات عجرفته،
فتحدث فيها تصدعات ،
الإستفزاز بنكهة الكبرياء...
ألووو ...لم أنت صامتة أختي..؟؟؟!!!
تبا...لقد أقفلت الخط...
يبدو انها لم تستوعب هلوساتي...!!!
أو ربما هي الأن على ظهر العنقاء ،
تجوب المحيط بإتجاه جبال الأنديز...!!!
ولم لا...؟!وهي مثلي ،إمرأة..
ونحن الإثنثان ككل النساء...
فهل يعقل أن تشتهي،كل النساء ،
مثلنا...الإنطلاق...،
على ظهر طائر العنقاء...؟؟؟!!!
موثق
بقلمي
الشاعرة فاطمة العيساوي
المملكة المغربية.
تعليقات
إرسال تعليق